top of page

دم اولادنا غالي علينا



للأسبوع الثاني على التوالي نصل إلى ام الفحم في وقت ساعات الظهر من يوم الجمعة، في هذه المرّة وصلنا مع بداية صلاة الجمعة، مئات المصلين انطلقوا لأداء الصلاة خلف الامام الدكتور فواز مشهور الذي كرّس خطبة الجمعة للدعوة للعمل على منع العنف.




زاويتي- نوريت شريت



كنا مجموعة كبيرة من الأمهات... "أمهات من أجل منع عنف الشرطة"، واليوم كانت بانتظارنا مجموعة صغيرة من نساء ضد العنف من ام الفحم، وانضم الينا أيضًا عدد من المشاركين وصلوا من القدس، تل ابيب وأماكن أخرى.



نرجس وكوكب


العديد بل الالاف حضروا هنا للتظاهر . معا توحهوا نحو مركز الشرطه وهم يهتفون بصوت عال ، بالعربيه وبالعبريه ، بصوت واحد " الشرطه بره بره " دم ولادنا غالي علينا" بدنا ننظف البلد "وهتافات اخرى لم افهمها ، رددو معا .شعرت ان هتافهم ينبع من من اعماق قلوبهم.



كنت جزءا من هذا الحشد الكبير ، لم تربطني بهم معرفه مسبقه ، الاف تهتف بهتافات لم افهم الكثير منها كلماتها ولكنني شعرت انني في المكان الصحيح. شعرت بالالم والغضب . احد لم يكتب هذه الهتافات والاناشيد خصيصا لهذا اليوم بل كانت صرخة قلب مجروح.





في هذه الجمعة تضاعف عدد المشاركين عن الجمعة الماضية، لن نعد نقتصر على مجموعة صغيرة وانما أصبحنا مجموعة كبيرة تصرخ بصوت عالٍ.

على الأقل الشرطة في هذه المرة لم تتدخل، لم تقترب من الجمع الغاضب، لم يتمركزوا في نقاط مراقبة، لم يحاولوا منع الصفوف من الوصول للشارع. بالعكس ضابط الشرطة ورئيس نقطة الشرطة وقف من الجانب الاخر واستمع للحشد وهم يصرخون (استقيل استقيل).

تعالت الأصوات وازداد الغضب والشرطة تقف في الجانب الاخر، لم يكن امامي الا ان اعجب بتصرف ضباط الشرطة الذين قرروا عدم الاقتراب او التدخل حتى نزل اخر المتظاهرين من التلة المشرفة على الشارع.




لكن بدلا من ان يتفرقوا لبيوتهم استمروا بالمسير معا يرفعون صور القتلى نحو مدخل ام الفحم (شارع 65).

حان الوقت لأكشف لكم انه في يوم الجمعة الماضية وضعت داخل كيس من النايلون حبتين من البصل وسكين صغيرة وادخلته داخل حقيبتي الصغيرة للاحتياط.. في حالة القاء الغاز المسيل للدموع علينا.

في الجمعة الماضية انتهت المظاهرة دون الحاجة للبصلتين.

بدأنا المسير نحو مدخل المدينة، لم اشعر انني بحاجة لهاتين البصلتين، لم الاحظ تواجد أي شرطي في الأفق، وكأن أحدهم اتخذ القرار ان يمنح لهؤلاء الناس فرصة التظاهر دون تدخل، ومرة أخرى تأكد لنا انه بدون تواجد الشرطة، يتظاهر المحتجون ويعبرون عن ارائهم ويتفرقون للسلام.





الشارع كان خاليا من السيارات، فقط عدد من الرجال وقفوا بشكل دائري وهتفوا بصوت عالٍ وبغضب شديد ضد القتل السهل وعنف الشرطة. هتف الرجال بصوتهم العالي وأخذوا يصفقون بشكل منتظم بايدي صلبة وقوية ترتفع فوق رؤوسهم بوتيرة واحدة، وعلى الجانب الاخر وقفت النساء وشاركنهم التصفيق.




بعد مرور بضع دقائق غادر المتظاهرون الشارع متجهين نحو مدينتهم ام الفحم.

تجمع عدد من الشباب جانب الدوار وهناك سنحت لي الفرصة للتحدث مع عدد من الشابات اللواتي سألنني من أكون، أخبرتهن انني من جمعية أمهات ضد عنف الشرطة، فبادرنني بكلمات فيها الكثير من الشكر على حضوري اليوم الى ام الفحم.

احدى السيدات وتدعى "كفاح" اخبرتنا عن قصة شقيقها الذي قتل في الصيف الماضي، في الثلاثين من عمره اب لأربعة أبناء، اغرورقت عيناها بالدموع ولم تكن وحدها من بكى في تلك اللحظة وبجانبها وقفت نرجس وهي أيضا فقدت احد اقربائها لكل امرأة قصة: قصّة أخ ، اب او قريب عائلة قتل في السنوات الأخيرة.




وقفن على في مدخل المدينة وعلى تلة مرتفعة لم نسمع أصوات اطلاق النار التي تحدثن عنها بل رأينا سحابة الحزن والكآبة التي غطت المدينة.

كوكب دعتنا لتناول وجبة غداء يوم الجمعة، وقضينا معا كاتي جودي، نافا وأنا نسير مع نرجس في أزقة المدينة.



على الطاولة كانت بانتظارنا وجبة غداء فاخرة، ورق العنب الذي احبه جدا والذي يذكرني بصديقاتي من نابلس والخليل.

تبادلنا الحديث كنا نساء جمعتهن المظاهرة ويسعين للتغيير.

دخلت بيتي عند المساء وصوت الجمهور يصرخ دم أولادنا غالي ما زالت ترن باذني

دم أولادنا غالي علينا.


ترجمة:خديجه طه


bottom of page